عندما تغيب القطط (قصة قصيرة ) - عندما تغيب القطط (قصة قصيرة ) - عندما تغيب القطط (قصة قصيرة ) - عندما تغيب القطط (قصة قصيرة ) - عندما تغيب القطط (قصة قصيرة )
عندما تغيب القطط
فتحت باب الشقة أدهشني السكون السائد .. تساءلت: ما سر هذا السكون الغريب وأين ضجة الأولاد المعهودة؟ فعمت انفي رائحة شواء تسللت من المطبخ فتسللت أنا بدوري للمطبخ في هدوء لأفاجئ زوجتي التي كانت منهمكة في تقليب قطع اللحم علي المشواة تقدمت ملصقا شفتي بعنقها تفاجئت بى فعادت للخلف في رد فعل منعكس ملتصقة بي ثم أدارت وجهها والتقت الشفاه لتفترق ثانية ثم ابتعدت عني في دلال وهي تقول:
- اخرج عشان هتعطلني
فرد عليها وهو يقلد الأطفال
- أما أدوق الأول
ابتسمت في دلال وهي تقول
- تذوق اية دي ولا دي
وأشارت إلي اللحم ثم إلي شفتيها ضحكت واختطفت قطعة لحم وفررت بها خارجا وأنا اتسائل
- فين فرقة الملاعين
- في النادي هيجوا علي ميعاد الغدا
تناول الجميع الغداء وراح هو في قيلولة ثم قالت وهو في حالة نومه
لم يدر كم من الوقت مر علية وهو نائم الا ان جرس الباب أيقظه ربما بعد ربع ساعة فقط من نومه فاستعجب ان تكون زوجتة عادت بهذا السرعة مشي بخطوات متثاقلة نحو الباب وفتحة فإذا به يجد صديقة زوجته
فمد يده بسرعة يصافحها ثم يعدل من وضع شعر رأسه وعلي شفتيه انبعثت كلمات ترحيب من التي لا معني له هكذا لم يجد حرجا في استقبالها في بيته بالرغم انه وحدة فيه فهو موضع احترام من قبل الجميع حتي من هذه الصديقة نفسها والتي كثير ما غارت منها زوجتة لمجرد أنها تمنت أن يكون زوجها مثله
*** لم يكونا قد انتهينا من شرب القهوة حين احتدم الجدال بينهما هن عمل المرأة وأيهما اشد حاجة الزوجة , الزوج أم ميدان العمل والناس ؟ بدت هي شديدة الحــماس لعمل المرأة بينما كان هو أكثر تمسكا ببقاء الزوجة في بيتها وأثناء الحوار رن جرس الباب فجاءه فإذا بملامحها تكتسي بالقلق المشرب بالخوف وكأن تيار الكهرباء الذي سري في أسلاك الجرس سري في قسمات وجهها تساءلت وقد رأته هم بالفتح
- هو انت مستني حد؟ - لأ ليه بعد اذنك هروح أشوف مين
- لا أرجوك
- ليه مش عوزاني افتح إحنا مش عاملين حاجة غلط لا سمح الله
- ايوه بس علشان انت لوحدك
- لوحدي عادي احنا موقفنا سليم
- ايوة بس اللي هيجي مش هيعرف ان موقفنا سليم
لم يقتنع برأيها وحفزه جرس الباب للفتح فانتفض واقفا لكن سرعان ما امتدت يدها تمسك معصمه وهي تحثه علي الانتظار دهش من فعلتها وقال
- طب اعرف مين علي الباب بس , جايز يكون حد من الجيران عاوز حاجة ولا كده
بدا وكأنما الارتباك والقلق اللذان كان عليها قد انتقلا إليه لم يدور كيف يتصرف القي بجسده في أحضان الكنبة وهو يدير عينية في حيرة لا يدري كيف يجعلها تعدل عن إصرارها سألها وهو يبتسم
- اعرف مين بس جايز يكون البواب
_ وجايز يكون حد من أصحابك بلاش تحطني في موقف وحش لو حد من أصحابك شافني هنا هيقول عليا ايه؟
ساعتها دق جرس مرة ثانية وثالثة بشكل متصل أصابه ضيق حقيقي لهذا الإلحاح فقالت وهي تنظر لساعة يديها
_ مكانش ينفع ادخل بيتك في وقت زي ده
_ يا ستي الوقت مش متأخر ولا حاجة اللي مضيقني اللي مش عاوز يمشي من علي الباب ده
تذكر أن نور الصالة مضاء وان القادم لابد رآه وعلم ان أحدا بالمنزل ولن يترك الجرس الا إذا وجد إجابة في حين اغرورقت عيناها بالدموع وهي تشعر إنها في اغبي موقف وضعت نفسها فيه وان لا حيلة لها علي درء ما يمكن أن تأتي به الدقائق القادمة
_ مكانش يصح ادخل
حركت تلك الدموع مشاعر الشفقة في داخلة فهم بالفتح وان بدت هذه المرة مستسلمة فقال لها
_أنا هفتح لو حد من اصحابي صدقيني مش هيشك في حاجة لانة ميعرفكيش
مرة رابعة عاد الجرس يدق لكنة لم يكن وحيدا بل صاحبة طرقات متواصلة علي الباب تلح بعنف أحست كانت روحها تنفذ من مسام جلدها هذه المرة في حين قال
_ ما هو ده لو حد من أصحابي الغلسين مش هيمشي الا اذا فتحت ثم ان اعصابي معادتش مستحملة انا هقوم افتح
_ انت اتجننت ما تهمكش سمعتي ؟
_ يا ستي انا راجل متجوز سمعتك ما لها بس ؟! هقولهم صاحبة المدام حد فيهم عارف حاجة ؟
_طيب اذا كنت مصمم لازم استخبي لغاية ما تفتح
اتفقا علي هذا فاقترح هو المكان
_ بلاش في الحمام علشان لو حد احتاجة ادخلي المطبخ هو جنب باب الشقة لو كانوا أصحابي عما أخدهم اودتى تكوني انتى خرجتي وسيبي الباب مفتوح بعد ما تخرجي ومتنسيش تشيلي فنجان القهوة بتاعك واوعي تنسي الشنطة
حين مضت في طريقها الي المطبخ كان هو ما يزال يقف وسط الصالة مرتبكا في حين لم يتوقف الجرس عن رنينه مد أصابعه إلي ثيابا شعرة ليبد علي هيئة المستيقظ لتوه من النوم
- حاضر جاي اهوة
ما كاد يفتح الباب وهو يتظاهر بالنعاس حتي هجم علية أصحابة
_ اية يا عم يوم وحيد المدام متبقاش فيه هنا تقوم تقضية نوم
_ معلش يا جماعة
_ ومين بقي الامورة اللي كانت نايمة معاك
وقال اخر مقاطعا له :
_ وماله يا سيدي انت لوحدك والمدام مش هنا محتاج حد يسلي وحدتك
وقال ثالث : بس اما نشوف اذا كانت تستاهل لطعتنا برة ولا لأ وديني لو كانت وحشة لطربق الدنيا علي دماغك ولو طلعت حلوة يبقي براءة يا عم
وانطلق الثلاثة في مهمة تفتيشية داخل الشقة ثم عادا إلي الصالة واتخذ كل منهم مقعدة وهم يحاصرونه بأسلتهم يحاولون الوصول الي الحقيقة وهو ينتظر ان ينتهون من مزاحهم ليخبرهم عن وجود امرأة كانت هنا ثم ذهبت
_ يا جماعة حرام عليكو صدقوني ما كانش فيـــ.....
وقبل أن يجيب صرخ احدهم وهو يحمل عقب سيجارة علية احمر شفا يف : اهوه جسم الجريمة اهوه
توقف عن الحديث وهو ينقل بصره بين عقب السيجارة والعيون المصوبة إليه طال صمته فعدل عما كان ينوي قوله لأنهم لن يصدقوه حتى لو اقسم إليهم أن جلسته مع تلك المرأة كانت جلسة حديث فقط
_ خلاص يا جماعه انا هعترف
كانت عيونهم في نهم لمعرفة المزيد ثم تابع
_ كان فيه هنا وحدة وطبعا انتو سيد العار فين واحد وواحدة في شقة يعني بقي
_ اهو انت كدة قولت الحقيقة مش تقول ما كانش فيه حد هنا
تنفس الصعداء وهو يرجع بظهره الي حضن المقعد كانت عيناه تتأملان الوجوه والابتسامة الهازئة تنحسر عند زاوية شفتيه وسرعان ما تعلقت عيناه بمرآة الصالة ورأي فيها انعكاس صورة صديقة زوجتة وهي تخرج بهدوء من باب الشقة ثم تتركه مفتوحـــا