نعيش في هذه الأيام موسم الجرد !! الكل يجرد في نهاية العام ..نجرد أشياءنا بضائعنا ..نحصي خسائرنا ، نعلنها، نندب نتائجها نتكلم على أرباحنا خوفا من الحسد ، وننسى أن نجرد أيامنا التي تكرّ كحبات المسبحة حتى يتلف الخيط الواصل بينها فتنفرط قبل أن نعيد تقييمها..!!
قليل من الناس من يجرد قيمه ومواقفه ويقف أمام نفسه في لحظة تأمل ليتساءل ..كم من الكرامة بقي له؟؟ ماذا أنفق من رشاوي سلبت عنه عفته؟؟ كم بذل من ماء وجهه فجف وتجعد من كثرة التملق والتزلف؟ كم من المرات أمسك لسانه عن قولة حق فنقص مخزون الشجاعة لديه!!
قليل من الناس من يجرد أحاسيسه فيحصي كم من المحبة استهلك خلال العام ؟ ماذا أنفق من حسد ونميمة وغيرة وخبث؟ ماذا بقي له من مستودعات نفسه في الحنان والشفقة والرأفة فشعر بوجع الآخرين؟ هل تجرأ أحدنا وجرد في اليوم الفاصل بين عامين..كم من الأصدقاء بقي له بل كم من الأهل بقي له.؟ كم من الأحبة تغيروا وتلاشوا؟ أي ذكر طيب تركه الراحلون؟
هل تجرأ أحدنا ليكتشف ربحه الحقيقي ؟ الملفت للنظر أن الناس تجرد توافهها بحماس ولاتجرد كنوزها..كما الحكومات تجرد ميزانيتها ولا تجرد مواقفهها..
أما شعوبنا العربية فلقد ألغت الجرد من حساباتها لأنها لم تعد تملك مفاتيح مستودعاتها فبلعت ألسنتها وامتنعت عن الصراخ في وجه من سحقوها.
معظم شعوب العالم تحتفل بالعام الجديد وليس لديها الوقت لتذرف دمعة على الراحل العزيز لأن القادم سيكون أفضل ..فالعالم متفائل ينظر إلى النصف المليء من الكأس ليستمر في الدوران في فلك الاستمرارية لإيمانه بأن عجلة الحياة لا تعترف بإشارة التوقف.
كل شعوب العالم تحتفل برأس السنة لأنها أنهت بإتقان جرد مواقفها وما لديها ورضيت حصيلة أرباحها فاحتفلت بفرح ..إلا شعوبنا العربية فهي تحتفل برأس السنة عن تقليد..وتضع يدها على قلبها وتخشى العام القادم لأنها متشائمة وتترحم على العام المنصرم لقينها بأنه الأفضل من الآتي..ولأن حصيلة جردها هذا إن جردت ستأتي بنتيجة غير مرغوب فيها لعلمها أن شعوبنا منقسمة بين متخم لا يبالي وفقير لا يغير وجاهل لا يعرف وعارف لا يعمل وعالم منظر ومفكر مستقل وذكي منعزل وأغبياء مندهشين وحصيلة خاسرة...
هل مع هكذا جرد نستطيع التغيير برسم أفق أم نفق في القادم من الأعوام؟
سنظل أفراداً وشعوباً وحكومات ندور في فلك التوهان ما لم نتقن عمليات الجرد لتغسل أرواحنا وتغربل مواقفنا فنستقبل أعواماً قادمات بفرح وليس بتقليد..!!
دمتم بحفظ الله ورعايته
حنان عز
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله الى جميع زوار هذه المتصفحة
مادام الحمد والشكر لله عز وجل خاتمة النعمة ... هو ايضا فاتحة الخير والمزيد منه ..!
الحمد والشكر لله على كثرة النعم
الافق واسع ..و المدى شاسع.. ليس ما نتمتع به نحن ..! , بل هذا ما تمتلكيه انت "حنان عبد الرحمن عز "
وهذه حقيقة بدون مجاملة ..!
اما عن التحفة الذهبية واللوحة الماسية والفضفضة الرائعة ,عندما يرسم
القلم أحرفه وكلماته بإلهام من العقل والعقل الباطن يكتب القلم ما تسمع الأذن
وما يحتقن في القلب من اوجاع والم .. ويكتب أيضا ما يلمسه من نشاط
في اتجاهات وحركة الأعين وإنعكاس الرؤيا .. وتجتمع كل الاحتمالات
وتتسع بقعة الضوء ... هنا يقوى الإعاز من خلالهما ويتجه
الى حد كبير للمشاعر .. و تتغير دفة
الإحساس معه بكافة الوانه .. ولكن عندما يكتب القلم
عن الواقع يبدولنا الفرق شاسع في لغة التعبير حول كافة ما ذكر , تبدأ
الفلسفة والأدب مجتمعان على خط مستقيم لأن هذا واقعنا بلا شك , وهو اليم ومتفاقم بالأوجاع ..
! لا يمكننا الجرد ولا الإحصاء,,, ولا حتى العد ,لأننا تجاوزنا كل الحدود ،
وتخطينا كل الوسائل ووصلنا الى بداية الخطوط الحمراء ..في كل ما يتعلق
بواقعنا و حياتنا وظروفنا وطريقة معيشتنا.. وهذا شيء اكيد ومؤكد .
قال صلى الله عليه وسلم:{ الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة }
ولينتبه أولئك العائدون إلى الله من الوقوع في حبائل الشيطان بالاغترار بتوبتهم
بالاطمئنان إلى الآخرة والأمن من مكر الله عز وجل
وليتعظ من قول ابو بكر الصديق :" والله لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله "
لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون
ولا يستحِ أولئك الذي كانوا يجاهرون الله بالمعصية أن يعلنوا توبتهم لله بلا مواربة
" الرجوع إلى الحق فضيلة "
ولكن يجب علينا العدول والتوجه الى خط بداية جديد وصفحة بيضاء , ولتكن
الميزانية أكبر من رأس المال النقدي والمادي والمعنوي .. ولتكن ميزانية
الاعوام المقبلة هي الأستقامة والصدق , وفي مقدمتها
مخافة,, الله عز وجل ,, لا للمال ولا الأعمال,, مخافة الله ,, هي اكبر رأس مال .. مخافة الله
في انفسنا وعباد الله .. ولتسكن في قلوبنا ومشاعرنا وعقولنا ,,لنؤمن المسكن الآمن
في افئدة الناس دون غش ولا خداع هذه هي انذر الموارد وأفضل سبل النجاح .. وعندما
يبدأ موسم الجرد والاحتفال في موازنة نهاية العام , يصبح الجرد بسيط وسليم وقيم... ولاشك ان
الموازنة ستكون عالية الربح ....ويملأها الخير والمحبة والامن والسلام والطمأنينة
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، وتجهزوا للعرض الاكبر
ان نحاسب انفسنا بجدية ونأخذ بعين الاعتبار اننا سنحاسب من ,, الله تعالى جل جلاله ,, المحاسب الأعظم
ونهاية هذا العام على الأبوب كل عام وأنتم بخير
تقبلوا مروري
دمتم بحفظ الله ورعايته
لله درك ودر حروفك الرائعة هذه ...ولله ان لردودك من الرونق ما تخجل الأقلام أن تقف في حضرتها....ليس لدي ما أضيفه على حروفك فقد اكتملت وولمعت كما يلمع الذهب
بوركت أخي وبورك هذا القلم النابض بالعلم والمعرفة
الله يجزيك الخير ويبارك فيك