و لمن خاف مقام ربة جنتان - و لمن خاف مقام ربة جنتان - و لمن خاف مقام ربة جنتان - و لمن خاف مقام ربة جنتان - و لمن خاف مقام ربة جنتان
و لمن خاف مقام ربة جنتان
الحاج حامد الزغبى
كنت اقرأ سورة الرحمن يوما ما فسمعني رجل كبير .
فقال لى معلومة جعلتنى أشعر إني أقرأ سورة الرحمن لأول مرة وكأني لم أقرأها من قبل .
هذا الرجل الكبير سألني سؤالا فقال :
الله جل وعز يقول في الآية ٤٦
( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويقول في الآية رقم ٦٢
( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ينقسمان اثنين اثنين .
فما الفرق بينهما ؟
فقلت : لا أعرف .
قال : سوف أوضح لك .
وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقا شاسعا بينهما.
حتى يميز ” الذى يخاف مقام ربه ”
فأعيروني قلوبكم وأسماعكم يرحمكم الله .
هيا بنا نبدأ :
١- إن الجنتين الأفضل هما للمُتقي الذى يخاف ربه .
٢- وهما ( ذواتا أفنان )
اى تحتوي على شجر كثيف يتخلله الضوء ، وهذا منظر بديع جميل يسر النفس والقلب .
والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان ) أي تحتوي على شجر كثيف جدا ولكن لا يتخلله ضوء ،أي أن هناك ظل كامل، فالمنظر أقل جمالا .
٣- الجنتان للمُتقي
( فيهما عينان تجريان )
وماء العيون الجارية هو أنقى
ماء ولا يتعكر لأنه يجري .
والجنتان الأقل منهما
( فيهما عينان نضاختان )
أي فوارتان ، يعني ماء يفور
ويخرج من العين لكنه لا يجري . وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان أنها أيضا نضاختان وفوارتان، لكن لا يجوز العكس، أي أن النضاختين لا تجريان.
٤- الجنتان للمُتقي
( فيهما من كل فاكهة زوجان )،
أي نوعان : رطب ويابس، لا ينقص هذا عن ذلك فى الطيب والحسن،
والجنتان الأقل منهما
( فيهما فاكهة ونخل ورمان )
يعنى نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل .
٥- الجنتان للمُتقي
( متكئين على فُرش بطائنها من أستبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن فما بالك بالظواهر ، وقد جاء عن النبى ﷺ أنه قال : ظواهرها نور يتلألأ.
٦ -الشجر يدنو من ولي الله فيها وهو مضطجع يقطف منها جناها . تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك وأنت مضطجع تختار وتقطف من ثماره.
أما الجنتان الأقل منهما
( متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان )
وصف الظاهر فلا تعرف عن الباطن شيئا ، وهو أقل من وصف الباطن وترك الظاهر مبهما.
لكن ماذا عسى أن يكون الظاهر والباطنُ من استبرق ؟
٧- الجنتان للمُتقي
( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان )
نساء قاصرات الطرف
( على وزن فاعلات )
بإرادتهن أي لم ينظروا إلى
رجل من قبل وهو غاية العفة .
– والجنتان الأقل منهما
( حورٌ مقصورات فى الخيام )
ركز معي هن مقصورات وليس قاصرات
( كفرق بين فاعل بإرادته ومفعول به رغما عنه ) . تخيل الفرق ؟
٧- والأبدع من هذا كله والشئ الذي سوف يجعلك تقشعر عندما تسمعه
إن الله سبحانه وتعالى رتب هذا بشكل عجيب حيث جعل الترتيب لما تشتهيه النفس
( هذا كله للمتقي )
فى وصفه فى الآيات .
فاسمع واستشعر معي .
عندما تدخل الحديقة التى يتخلل أغصانها الضوء ( ذواتا أفنان )
وترى بعينك العينين اللتين تجريان ( فيهما عينان تجريان )
ثم ترى الفاكهة التى من أثر العينان اللتان تجريان
( فيهما من كل فاكهة زوجان ) وتقطف منها ما تشاء وتأكل ، سوف تحتاج للراحة فكان الفراش حتى تستريح بعد الطعام
( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان )
وقد أعطى لك الحرية فى الاختيار أن الطعام من الممكن أن يأتيك إلى فراشك لو اشتهيت أي شيء وأنت مضطجع في فراشك وهذا تمام الراحة ،
٨- وعندما تحدث عن الفراش ، وصف بعده شريك الفراش الذي تميل إليه النفس وتشتهيه وهما :
( قاصرات الطرف ) .
ولو راجعت الجنتين الأقل سوف تجد ترتيبا أيضا ولكنه ترتيب أقل، وليس بنفس الروعة.
تخيل كل هذا من اجل المُتقي فقط.
إن صاحب الجنتين الأقل قد عمل أعمالا صالحة ، لكنه في الخلوات أحيانا قد يعصى الله جل وعلا ظنا منه أن لا أحد من الناس يراه.
فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات جعلت الفرق😥
الشاسع بينهما فى الجنة.
انتبه لخلواتك.
فسيئاتك في الخلا تنسف حسناتك في الملأ.
” فإذا اسْتَوَتْ سريرة العبد وعلانيته ؛ قال الله عزَّ وجلَّ :
هذا عبدي حقًّا ”
فمن ساءت سريرته كان بمثابة نصف عبد.
” أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ،
وأن عبادات الخفاء هي أصل الثبات ”
فكن من المتقين وحافظ على خلواتك .