بداية شكرا ً لاخي الحبيب يحيى العلي " شقيقي الأكبر " أن جعلني أستعيد أجمل اللحظات
في بيت الوحداتيين www.alweehdat.net من خلال التذكير بهذا الموضوع
الذي يعتبر بحق أجمل ما قيل في وصف البيكاسو والملهم والقائد والكابيتانو والفنان
رأفت ابن الحاج علي
بقلم صاحبه المبدع حد الثمالة غريب الدار ،، أو صاحب الدار كما تعود الجميع ان يكنّوه ..
تاريخ نشر الموضوع 28 / 1 / 2010 مـ
ألف ألف تريليون مبارك لقب الدوري الأغلى يا وحداتيين
وألف ألف شكرا ً رأفت علي ، على " كل شيئ "
وستبقى أسطورة الوحداتيين أبدا ً
وللأنيـــق الحبيـب غريب الدار مهما تكلمت عن هذا الإبداع عن وصف تعابيرك بيعجز لساني ،، فشكرا ً
على ضفاف المتوسط ...حيث اختلط العرب بالعجم... والمهاجر بالمقيم... وحيث تعانق التمر الافريقيّ مع الزبيب الطلياني... كانت تجلس "الجيوكاندا" حرم التاجر "الفلورنسي"... تتنشَّق عبير البضائع القادمة عبر أمواج البحر ...والهاربة عبر الجسر الممدَّد فوق النهر ...بضائع متبلة برائحة الزنجبيل والقرفة ...كانت تجلس خَجْلى بأمرٍ من صاحب الأمر "الزوج الوفيّ" لتُرسم لوجهها الملائكيّ صورة ...
خجلى هي بالطبع... فلم يبقي "الليميبيا" لجيدها جماله... واستلب ذاك المرض القادم من بعيد نعومة ملامحها... وغطّى ببشاعة بروزه تلك العينين "المنوِّمتين" -كما يسميها الطليان- ومع ذلك لا زالت على قدر من الجمال على الأقل في عين الرجل الذي أحبها ...
عجيب!! هل كانت الجيوكاندا تعاني من كل ذاك!!!
أجل هو المرض يبدأ بالسر ثم يعلنها بجرأة
– فلا يكتمنَّ أحدنا ألمه لأنه سيظهر ولو عبر موق العينين-
- سيدتي الجميلة...ابتسمي.
حاولت ولم تستطع منها إلا القليل
- لا عليكِ... أنا سأتولَّى المهمة.
يجلس أمامها رجل في العقد الثالث من العمر... رجل امتهن رسم الوجوه الجميلة منذ صغره
-ولم يكن صغيراً يوماً-
عشق مزج الألوان...برع في الهندسة وصناعة الالات الحربية ...مهندس هو ومقاوم...يحمل بيمناه شئ كان يظنه البعض عصا الدجّالين السحرية ..كان يحملها ليخربش عبرها على لوحة مستطيلة خشبية تجلس أمامه طوعى لاخيار لها ولا اختيار.. مغطاة بمزيج زمرّدي اللون ..أخضر كسهول "جنوة"...
إذا لم يفهم الاخرون روعة ما تصنع نسبوه إلى الأرواح الشريرة- حيلة العاجز وحجة المفلسين- أما إن فقهوا صنعتك واستمروا بجهلهم وتجاهلهم هم سود السريرة...وأما إن ناصبوك العداء رغم إعجابهم بفنِّك...استمر ولا تيأس فهم أعداء أنفسهم ...لأنهم يحرمونها جمالها...وماذا ترتجي من عدوّْ نفسه؟!
أمام تلك الخشبة كان يتمركز ذاك المحارب ذو العصى السحرية...يلعب بالعقول ويسلب الألباب ...يحيل ملامح الحزن إلى فرح...ويختفي الورم في رقبة "الجيوكاندا" خلف جدارات الأحمر والأخضر والقرمزي...
وتستمر الحكاية
لله درُّك أيها الساحر الفنان!!...قدم ثابتة في الأرض يتّكئ عليها صندوق الألوان محملقاً فيما تصنع به!!...عيناك ترمقان من بعيد مرماك في الوجوه المتعبة...قلبك غزاه الألم...
هكذا حال الحالمين... "ليوناردو دافنشي" آلمه ظلم ذوي قرباه ...فاعتبروه نازق يعبث بالألوان دون معنى...يسرف وقته فيما لا ينفع وقد يضر ..طالبوه بالتنحّي عن هذه الصنعة التي لم يعد يقوى عليها...
- الجلوس لفترة طويلة متعب يا ولدي !
- ريشة الألوان ثقيلة لا يقوى على حملها ساعدك الكهل يا بنيّ !
ولأن "البيكّاسو" بركان من الأحلام والحب والألوان... ولأن لوحته الخشبية أصبحت مرقده...وريشته السحرية غدت مقبضه...لم يستطع أن يذعن لما أرادوا...
فأصم آذانه وتحدَّى...وتبدَّى عن هذا السكون...ثورة من الماجما الوردية واللافا القرمزية التي أضاءت وجه الموناليزا لتخلُدَ في "اللوفر" ...إحدى عجيبات الدنيا...
في صندوق زجاجي مقاوم للرصاص ....يحلم الآلاف بالوصول إليها ...لكن أنَّى لهم هذا!!!...
أما ذوي القربى من الطليان اليوم فيحاولون استعادة ذلك الكنز من باريس....آآآآلآن؟!
عجيب هذا الزمن...
ونحن رغم الجراح سنبقى نبتسم ابتسامات كثيرة
ابتسامات تفوق في رونقها ابتسامة الموناليزا
فالأناقة كلها في ما يُرسم في الوحدات
بأقلامكم أيها المميزون
صاحب الدار ويحيى والمخيم
أو بريشة الفنان
بيكاسو الوحدات