سأحكي عن الوحدات - سأحكي عن الوحدات - سأحكي عن الوحدات - سأحكي عن الوحدات - سأحكي عن الوحدات
سأحكي عن الوحدات..لأنه يوم رأفت علي. سأحكي عن مصافحة القدر للأسباب ليولد الرمز.
غالبية جمهور الوحدات التي أغلقت الستاد اليوم في مباراة تكريمية، لا تعي سوى الحب تفسيراً لهذه الحالة وكفى.
سأحكي عن أحد الأقرباء يسألني: الوحدات الفريق شو فيه؟ ليش هالتعلق؟ وقصة عن الوحدات! شو هالموضوع؟
وأقول له ما خبرته من المراهقة إلى الآن، أقول له ما أؤمن اليوم أنه يجري على أي فريق رياضي بقاعدة جماهيرية كبيرة في العالم: نعم كان بحثاً عن انتماء لهوية إنسانية -وأؤكد على أنه كان ومازال بحثاً عن هوية إنسانية بالذات في حالتي-
وكان أيضاً سعياً لإشباع ما يسمونه حاجة التعاطف مع جماعة لها سمات مميزة دون سواها.
يصفهم قريبي ب"همج وزعران"!
ما يشبه هذا الوصف الهش الصادر عن رؤية طبقية هو ما ألصق روحي بالوحدات. فضلاً عن ظروف ومصادفات حياتية خاصة ساندت انتمائي للوحدات فريق الكرة.
سأقول إن روحي منذ الطفولة كانت حساسة الجرح للتمييز. في السعودية كنت أكره نظرة المغتربين المتعالية تجاه السعوديين. في الصف كنت أتعاطف مع الضعفاء دراسياً حين يعاملون بدونية. ربما كنت أتنبأ بسياط الطبقية بمفهومها الاصطلاحي الكبير التي قابلتها لاحقاً.
والوحدات كان نادي الغلابى الحالمين بالفرح. وبؤس الوحداتية ليس فضيلة تروي رغبتنا بالحزن، لكنه بؤس يصفع الطبقية ويجعل منها مثلبة بشعة.
في الأيام الفائتة وقبل مباراة اعتزاله ظهر رأفت علي في العديد من وسائل الإعلام، وبعد واحد وعشرين عاماً تحت الأضواء لم يتخل عن بساطة تثير الدهشة. هذا التواضع والقرب من الناس الذي يختزل روح الوحدات هو ما جعله يتتوج في أذهان الملايين رمزا.
أحكي عن الوحدات..وأتعاطف مع أي إنسان أو أية فكرة تجعل أحداً ما يحس أنه أفضل منها
موضوع مميز حقيقة ونظرة مختلفة لحالة الوحدات ورأفت علي ... زاوية رؤية حساسة ومنظار مختلف للمشهد الوحداتي قلما تناولها الناس ... شكرا لك أخي الكريم على ما جاد به قلمك