::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..::
::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..:: - ::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..:: - ::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..:: - ::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..:: - ::..مسكين هو الكيان الصهيوني...مسكينة هي إسرائيل..::
السلام عليكم ورحمة الله
أشفق على إسرائيل من كثرة ما علّقنا على مشجبها من مصائبنا ، فإن تخاصمنا اتهمناها بأنها وراء خصامنا وإن انحبس عنا المطر قلنا بأنها تآمرت مع الطقس واحتكرت الماء ...وإن تعرض أحدنا لحادث سير صرّحنا بأن إسرائيل لها ضلع في حدوث الحادث،وإن شعر أحدنا بمغص كلوي أو قومي ألصقناه بسيدة المصائب((إسرائيل)).
في الحقيقة أننا ننتقل من حماقة إلصاق التهم بالكيان الصهيوني إلى حماقة تجاهل سبب هذه المصائب ، ومن أدخلنا في نفق الإفلاس العقلي والفكري والقومي..!!
""قال يا فرعون مين فرعنك؟؟ قلت ما لقيت حدا يصدني""
لا نملك الشجاعة لنواجه أنفسنا ونعترف بأننا نحن وليس غيرنا سبب مصائبنا..لقد مضى أكثر من قرن من الزمن ونحن نضع اللوم على غيرنا، مرة على الاستعمار وأخرى على الصهيونية ثم الغرب الطامع في ثرواتنا إلى أكثر من هذا الموال ، ولم نتطرق إلى السبب الأساسي في هذه المآسي ، وهو أن إسرائيل أتت من تراكم أخطائنا ، فهي كيان ولد من رحم آثامنا وجرائمنا في حق أمتنا ووطننا ...لقد تبلورت من تخلّفنا وانزرعت في داخلنا من تشرذمنا ..وعندما قررنا هزمها بالسلام استبدلنا ثوارنا بحفنة لصوص نحاربها بهم..!! بئس هذا السيف الخشبي..!!
تمسكنا بمنطق المسالمة ظناً منا أن السلام ينهي النزاع القائم منذ الأزل بين النقيضين مع أن هذا المنطق أثبت فشله على مدار التاريخ...ولكن هل منّا من يقرأ التاريخ بوعي؟؟ وتصدّر المنطق الذي ينادي بالقوة ...فمشكلة فلسطين مشكلة عربية يحلّها الزمن بمنطق القوة وليس بضعف المنطق الذي نسير ضمن خطته..!!
فاليهود هم أول من أنشأ منظمة إرهابية قبل الميلاد ..والكيان الصهيوني ليس أكثر من ثكنة عسكرية جبانة ..فإذا كانت إسرائيل تستعمل كل إمكاناتها لترعبنا فنهرب تاركين لها أرضنا وتاريخنا فلماذا لا نرهبهم نحن ما داموا قد ألصقوا بنا تهمة الإرهاب؟؟ ليهربوا هم وليكفّوا عن الهجرة من العالم والاستيطان في أرضنا..
لكننا حين سلّمنا بهذا السلام أصبحنا عاجزين ..والعجزة لا يقررون مصير شعوبهم..
سيظل همنا الأكبر الخروج أولاً من شرنقة الإنسان العادي والقابع في الظل إلى الإنسان الفاعل والواعي..وإلا سنظل السجين الذي يفاوض الجلاد ما لم نقر ونعترف بأن الشهيد هو الزعيم..
ليس عند اليهود أجنحة سلام إنما أجنحة حرب بأقنعة مختلفة وهكذا حين يفرغ الحاكمون من كلامهم يبدأ المحكومون بالكلام...!!!
اسمحي لي أختي بمداخلة قد تخالف رايكٍ ظاهريا ولكنها تحمل نفس القدر من الألم ...
حقيقة اسرائيل هي مِشْجَبُ مصائبنا ولا أعفيها باي حال من الأحوال من مسؤولية مصائبنا، فهي سبب مغصي الكلوي وسبب صداعي. الا لعنة الله عليهم إن رفضوا الهداية.
ولا اتفق معك ايضا انا نتجاهل سبب هذه المصائب، فنحن أعلم بالأسباب، وأعلم بمن أدخلنا في نفق الإفلاس الكامل فكرياً ودينياً وقومياً وعقائدياً وحتى مادياً.
لا تنسي اننا شعب مستهدف بشكل مباشر ومدروس بكل الوسائل، وأننا امة مستهدفة بشتى الطرائق، وعدونا في كل مكان على هذه الأرض وعنده امكانيات وليس عنده أخلاق. وعدونا يحلل على الآخرين ما يحرم على نفسه. وعدونا ساقط أخلاقيا وغايته تبرر وسيلته. ومصالح عدونا تتقاطع مع مصالح اخرين ليسوا بالضرورة اعداء لنا. فهل من المعقول ان ننسى كل هذا ونعفيه من مغصي الكلوي وصداع راسي النصفي؟
بعد ذلك نأتي الى عملية السلام التي نتجاهل انها من أعطت المقاومة الفلسطينية الزخم على أرض الوطن وحررتها من هيمنة التبعية لهذا النظام أو ذاك. لا أعتقد أن عملية السلام كانت خطأ كفكرة، وبدون الرجوع الى المآسي التي أوصلتنا لممارسة فن حرب السلام مع عدونا، أعتقد أن العدو هو من يُلام مرة أخرى لتعثرها مرة بعد الأخرى حتى يومنا هذا.
ولكنها، اي عملية السلام، هي حرب أخرى دخلناها وما زلنا نتعلم تكتيكاتها. أعلم تماما اخفاقاتها وأعلم تماما اخفاقات جنودها وأعلم تماما أنه الآن وبعد النظر للوراء انه كان بإمكاننا ان نحقق انجازات أكبر ... ولكن العبرة فيما سياتي.
أكره مقولة العدو جبان وأكره مقولة العدو أذكى أذكياء الأرض، ففيهما تهويل وترسيخ لمفاهيم ليست بالضرورة صحيحة. فعدونا ليس جبانا وعلينا مواجهته على انه عدو قوي شرس بأسلحة فتاكة وأننا لا نقل عنه ذكاء إن توفرت لنا نفس الظروف والإمكانيات والموارد والخبرات من شتى بقاع العالم.
هل نحن عاجزون حقاً؟ أهذا شعب عاجز؟ وحتى الشعوب العربية، أهي عاجزه؟ محبطة، مضطربة، مكبوتة، ساكنه؟ ربما. لكن ليست عاجزه. من احباطنا نجلد ذاتنا ونطعن أنفسنا ونجلد ظهورنا بالسلاسل أكثر وأعنف مما تجلد الشيعة نفسها. ومن إحباطنا أصبحنا نستحضر أرواح القادة الأولين.
أتفق تماما مع "سيظل همنا الأكبر الخروج أولاً من شرنقة الإنسان العادي والقابع في الظل إلى الإنسان الفاعل والواعي" ولكن كيف؟ هل نفتقر للقائد وعندنا قادة؟ ام نفتقر للفرد وكلنا افراد؟ هل هي مسألة من الأقوى وكلنا نعلم ان المسلمين الأوائل فازوا بأشرس الحروب ولم يكونوا الأكثر عدة وعتادا؟
مشكلتنا لا في قائد ولا في افراد ولا حتى عتاد. فكري قليلا وانظري على من تُشن الحرب الضروس الجروس التي لم يُستعمل فيها سلاحا فتاكا ولا جيشا مغواراً ولم يُرق فيها قطرة دم واحدة ولكن كانت سببا لسيول من الدماء.
ليس بالحرب يُهزم الإنسان، و إلا ما سر بقائنا اكثر من ستين عاما من الإحتلال والهزائم العسكرية "فقط".