عاقبة الظالمين د. أبو عمر الحسيني - عاقبة الظالمين د. أبو عمر الحسيني - عاقبة الظالمين د. أبو عمر الحسيني - عاقبة الظالمين د. أبو عمر الحسيني - عاقبة الظالمين د. أبو عمر الحسيني
إن أصل الظلم هو الجور ومجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه الشرعي ومنع اهله بترك واجب أو بفعل محرم فهو أمر منبوذ عقلاً وفطرة وإنسانية ومحرم شرعاً قبحهُ الله تعالى وذمه وتوعد عليه وحرمه على نفسه وهو صفة نقص وضعف وهزيمة للظالمين
قال تعالى : وقد خاب من حمل ظلماً
وقال تعالى : ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا
وقال تعالى : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عن أبي ذر ( رضي الله عنه )عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيما يرويه عن ربه قال: ياعبادي أني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا
رواه مسلم
عن جابر (رضي الله عنه) أن رسول الله ( صلى الله علية وسلم ) قال : أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
رواه مسلم
قال ابن تيمية : ان العدل أمر واجب في كل شيء وعلى كل أحد والظلم محرم في كل شيء ولكل أحد فلا يحل ظلم أحد أصلاً سواء كان مسلماً أو كافراً أو كان ظالماً
الفتاوى
ولذا فإن الله تعالى يعجل للظالمين العقوبة في الدنيا ويستجيب دعوة المظلوم على الظالم
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة مثل البغي وقطيعة الرحم
أخرجه أبو داود
وما رواه البخاري من حديث ابن عباس ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
قال لمعاذ بن جبل حين بعثه الى اليمن وأتقٍ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب
أي تجنب الظلم في جميع أنواعه لئلا يدعو عليك المظلوم فإنها دعوة مقبولة ليس لها صارف يصرفها ولا مانع يمنعها
إذ أن المظلوم يدعو عادة على ظالمه لينتقم الله منه في الدنيا بالانتقالم العاجل ليشفي ما في صدره من غيظ على ظالمه فينال العقاب للظالم على ظلمه في الدنيا حتماً وفوراً أو عاجلاً لان سنة الله إمهال الظالم ولكن دون إهماله لحكمة أو لاستدراج
في الصحيحين عن أبي موسى ( رضي الله عنه ) عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : وكذلك اخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد
أي إن الله تعالى يأخذ القرى الظالمة بالدمار المضاعف والنكال الشديد إذا سار فيها الظلم وسيطر الظالمون وبقيت القل المؤمنة المصلحة لا تأثير لها في حياة الأمة الظالمة السادرة في الظلام
وهذه سنة الله التي لا تتخلف على مدار الزمان وهي عبرة وعظة للذين لا يخافون الاخرة الذين تظل عقولهم صماء لا تنفتح للآيات ولا تحس بحكمة الخلق والإعادة ولا ترى إلا واقعها القريب في هذه الدنيا
قال تعالى : فلولا كان من القرون من قبلكم أو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
وهذه الآية تشير وتكشف عن سنة الله في الامم الناجية التي لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير إذا وجد فيها من يمنع الفساد ويزيلهُ والا أهلكها الله بالاستئصال أو بالانحلال او الاختلال
فكان تطهير الأرض من الفساد الذي يصيبها هو صمام الأمان للأمم والشعوب وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين الواقفين للظلم والفساد بكل صورة
وقد يولي الله عز وجل على الظالم ظالماً مثله يسلطه عليه عقاباً على ظلمه
قال تعالى : وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون
قال القرطبي في المراد من الآية : نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه ويذله وهذ تهديد للظالم إن لم يمتنع عن ظلمه سلط الله عليه ظالماً آخر
ولا يفلح الظالم ولا يفوز في الدنيا ولا في الآخرة
قال تعالى : قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون
ولذا فإن الله تعالى يهلك الأمة والدولة بظلمها حسب أحوالها ومواقيتها بظلم الافراد لأنفسهم أو بظلم الحكام لهم وهذه سنة الله في استئصال الظلم والظالمين
قال تعالى : هل يهلك إلا القوم الظالمون
وقال تعالى : ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا
وقال تعالى : وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين
وهذه دعوة للظالمين ليعتبروا ويتفكروا في سُنة الله في الظالمين ويكفوا أيديهم عن الناس والأبرياء ويبرأوا من الظلم والظالمين فالعاقبة وخيمة والخصيم هو جبار الجبارين وقاصم الظالمين وقاهر المعتدين
[وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا