الاخلاق لا تتجزأ - الاخلاق لا تتجزأ - الاخلاق لا تتجزأ - الاخلاق لا تتجزأ - الاخلاق لا تتجزأ
الأخلاق لا تتجزأ
المهنية والموضوعية والجرأة والثقافة الرياضية كلها صفات يتمتع بها الإعلامي الرياضي الناجح ، فكم إعلامي يتحلى بهذه الصفات مجتمعة في ساحتنا الرياضية ؟ بكل أسف ، قد نجد إعلاميا واحدا أو اثنين فقط وإلا كيف نفهم دفاع غالبية الإعلاميين ، وبخاصة الفاعلين منهم على وسائل التواصل الاجتماعي ، عن العقوبة التي صدرت بحق اللاعب عدي زهران حتى خيل لنا أنهم يناقشون عقوبة مشرفة كتلك التي تم ايقاعها بحق أبو تريكة لاستخدامه شعارا تضامنيا مع غزة ؟؟؟ فهل وصلت الوقاحة إلى المطالبة بتخفيض عقوبة لاعب قام بفعل خادش للحياء على الملأ ، أساء من خلاله للدين والوطن والمجتمع الأردني المحافظ قبل أن يسيء لنفسه ولأسرته ولناديه ولكرة القدم الأردنية ، لتصبح ثلاث أو اربع مباريات فقط بحجة أن التعليمات تنص على ذلك في وقت يعاقب اللاعب الذي يعتدي على الحكم بالايقاف لمدة سنة كاملة ؟؟ فهل يؤتمن مثل هؤلاء الإعلاميين على مستقبل رياضتنا وممارسيها من الشباب والفتيات والأطفال ؟
فالميول النادوية المتجذرة في نفوس وعقول بعض هؤلاء الاعلاميين فاقت الوصف ولم يتغلب عليها سوى ثلة جبانة من أقرانهم الذين اعتادوا تسليط الضوء على تجاوزات نادي الوحدات بل ويجلدونه بكل قسوة في حين يتجاهلون تجاوزات أكثر خطورة ترتكب منذ سنوات طويلة من قبل إداريي وجماهير ولاعبي الفيصلي ، ولا يمكن أن نتجاهل وجود فئة ثالثة منافقة لا تجد حرجا في استغلال قضايا الوحدات والفيصلي للظفر بمنصب وراتب إضافي في اتحاد الكرة أو لكسب شعبية غير مستحقة على صفحات التواصل ، كما أن هنالك عددا من الإعلاميين يجدون في مثل هذه القضايا وسيلة لمهاجمة الاتحاد ولجانه والانتقام منهم . فمع وجود هذه النوعيات من الاعلاميين ، كيف ومتى وممن سننتظر كلمة الحق ؟؟ على أية حال رغم احتقارنا لهم جميعا إلا أن الإعلامي الجبان أشد ايلاما من أقرانه لأنه لا يحتاج سوى القليل من الجرأة لقول الحقيقة في وقت لا مصلحة له بتزوير الحقائق كأقرانه ، والأنكى من ذلك أنه يتبرع أحيانا للغمز من قناة نادي الوحدات وجماهيره لا لشيء إلا من أجل أن يتم اعتباره محايدا من قبل الاخرين .
فلا ندري لماذا لم يناقش أي من هؤلاء الإعلاميين مسألة رفع علم الشواذ في مدرجات النادي الفيصلي وخطورة ذلك على مجتمعنا المحافظ ، بل كرر بعض هؤلاء الموتورين نفس الجرم بكل بلطجة وهمجية حينما ذهبوا إلى ملعب الوحدات في غمدان خلسة وتصورا برفقة علم الشواذ من جديد ونشروا صورهم على صفحات التواصل الاجتماعي ؟ ولا ندري لماذا لم يثر هؤلاء الاعلاميون ، وهم اللذين يتابعون مباريات كرة القدم العالمية بشكل مستمر ، مسألة علب الماء التي انهالت على رؤوس لاعبينا بغزارة غير مسبوقة ومنعتهم من أداء رميات التماس وركلات الزاوية بكل أريحية ، والطريف في الأمر أن عجز الحكام وإداريي الخصم ولاعبيه عن لجم تلك الجماهير المسيئة دفعهم للطلب من لاعبي الوحدات الإسراع في لعب الكرة ؟ فهل الدفاع عن لاعب أقدم على سلوك سيء أكثر أهمية من التشديد على ضرورة توفير الحماية والأمان للاعبين من أجل تقديم كرة قدم نزيهة وممتعة ؟ والمضحك المبكي أن بعض ضعاف النفوس راحوا يلقون باللوم على اللجنة التأديبية بحجة أن العقوبة الكبيرة هي من تسببت بفضيحة للكرة الأردنية ، وكأن حادثة خلع لاعب لسرواله بهذه الطريقة وقيامه بفعل فاضح لم تكن لتننشر في الفضائيات لو تم معاقبة اللاعب بالحرمان لمدة سنة أو ستة أشهر على سبيل المثال ؟ أي فجور هذا ؟ ومن ثم أين أنتم من المساواة الفاضحة في العقوبات التي تم ايقاعها على جماهير الفريقين وأنتم اللذين جلستم في المقصورة و شاهدتم بأم أعينكم الكم الهائل من تجاوزات جماهير الفيصلي مقابل تجاوز وحيد من جماهيرنا كان على مستوى تبادل الشتائم فقط ؟ فهل من المنطق بشيء أن تتساوى عقوبات الناديين على مستوى التيفوهات والألعاب النارية وإحداث الضرر بمرفقات الملعب بالرغم من أن جماهرينا كان عددها 300 مشجع ويشغلون فقط ما نسبته 2% من سعة الملعب ؟؟؟ وكذلك لماذا لم يسلط الاعلاميون الضوء على عدم معاقبة إداريي الفيصلي ولاعبيه بسبب تهجمهم على اليعقوبي وقيامهم بحركات ممنوعة شاهدناها جميعا عبر الشاشة ومن خلال الصور في حين تم معاقبة اليعقوبي ومحمد الباشا بالحرمان لعدد من المباريات مع غرامة مالية؟ ومن ثم شاهدناكم أيها المنافقون تنتفضوا لشجب الهتافات المسيئة لمشجعي السلط ، وليس لمدينة السلط وأهلها ، في وقت لم نقرأ يوما لأي منكم شجبا للهتافات العنصرية وشتم المقدسات التي تستمر منذ أكثر من عقدين ؟ ثم ألم تسمعوا بالهتافات التي أطلقت في ملعب السلط في مباراة الذهاب وهي ثاني لقاء رسمي يجمع بين الفريقين بعد أكثر من أربعة عقود على اللقاء الأول ؟؟ ثم الم تسمعوا الهتافات المتبادلة بين جماهير الفيصلي والسلط في مباراتهما الأخيرة والتي طالت الرمثا والوحدات بنفس الطريقة والكلمات التي أستخدمت للاساءة للفيصلي والسلط ؟؟ أم أن شتم جماهير الوحدات والرمثا أمر مستباح في حين أن الإساءة لجماهير الفيصلي والسلط تعتبر من المحرمات ؟؟؟
على أية حال ، نحن جزء من كرة القدم الأردنية وجماهيرنا كذلك ، وبقينا لعدة مواسم سابقة نقدر ونحترم كافة الأندية الأخرى وجماهيرها حتى أننا ضربنا أروع الأمثال على الالتزام بالتشجيع النظيف بل وقابلنا اساءات جماهير الفيصلي مرارا بالتصفيق على أمل أن يقوم الاعلام والاتحاد وقوات الدرك بإنصاف جماهيرنا وحمايتهم من السقوط في وحل تبادل الشتائم والسلوكيات المنفرة على المدرجات وفي المنتديات إلا أن ذلك لم يحدث ولم نجد من الاعلام المنافق أية إشادة سوى في مباراة أو اثنتين التزمت خلالهما جماهير الفيصلي أيضا وما دون ذلك ظلت جماهيرنا تقابل الإساءة بالتصفيق حتى خرجت عن طورها وباتت ترد الشتيمة في المدرجات وتبادل جماهير الفيصلي الازدراء على صفحات التواصل الاجتماعي حتى وصل الحال إلى تحشيد غير مسبوق بين جماهير الفريقين ، فمتى يدرك اتحاد الكرة والاعلام المنافق والجبان أهمية تسمية الأمور بمسمياتها وضرورة تسليط الضوء على كافة التجاوزات بموضوعية ومهنية بعيدا عن الانتقائية ؟
وفي النهاية نقول بأن الأخلاق لا تتجزأ ، ونؤكد بأننا لسنا مع الإساءة لأي كان ، وكل الاحترام لمدننا وأنديتنا ولجماهيرها وكل ما نتمناه أن يتعامل اعلامنا بمهنية ونزاهة في معالجة افات الكرة الأردنية لأن الاعلام وحده من يمتلك أقوى الأدوات لدفع الاتحاد والأندية وقوات الدرك للقضاء على تلك الافات وما دون ذلك ستتدهور الأخلاق أكثر في ملاعبنا وهو ما لا يتمناه الحريصون على الأردن وقيمه وعاداته .