قضية بنزيمة .. فتيل قنبلة العنصرية ضد الإسلام - قضية بنزيمة .. فتيل قنبلة العنصرية ضد الإسلام - قضية بنزيمة .. فتيل قنبلة العنصرية ضد الإسلام - قضية بنزيمة .. فتيل قنبلة العنصرية ضد الإسلام - قضية بنزيمة .. فتيل قنبلة العنصرية ضد الإسلام
قضية كريم بنزيمة، كشفت عن مدى الانقسام الذى يعانى منه المجتمع الفرنسي، بل والأوروبي بشكل عام، فاللاعب ذو الأصل العربي، الذى ينتمى إلى إحدى مدن الجزائر، التى عانت من مرارة الاحتلال الفرنسي لأكثر من 130 عامًا.
فاللاعب الذى سجل للمنتخب الفرنسي 28 هدفاً خلال مسيرته الكروية، لعب خلالها 81 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي، لم يكن فى يوم من الايام عنصري، أو اتُهم بالتعصب، ولعل ما يوَّصف هذا هو قول اللاعب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان "بنزيمة اللاعب المثالى، وصاحب أحسن إطلالة للاعبي كرة القدم".
ولكن الأحداث الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا قبل أسبوعين، جعلت المجتمع الفرنسي يتحاشى ويخشى مما هو عربي ومسلم، على الرغم من الادانات المتكررة من جانب المسلمين والعرب للحادث الإرهابي الذى راح ضحيته قرابة الـ 128 شخصاَ.
ولاقى بنزيمة تعنتاً واضحاً من قبّل المثقفين الفرنسيين، حيث اعتبر الكاتب الصحفى "جيروم جيسيل" صاحب عدة كتب متعلقة بفضائح جنس أبطالها لاعبو كرة القدم، أن "قضية الفيديو الجنسي" التي تورط فيها مهاجم ريال مدريد ومنتخب فرنسا كريم بنزيمة، "أخطر من فضيحة زاهية" في 2010.
وكان القضاء الفرنسي، أعلن الخميس الماضى، عن فتح تحقيقات رسمية مع لاعب ريال مدريد ومهاجم المنتخب الفرنسي، فى قضية ابتزاز عبر شريط جنسي يتعلق بزميله فى صفوف المنتخب "ماتيو فالبوينا".
بالنسبة إلى الكاتب الصحفي الفرنسي جيروم جيسيل، مؤلف عدة كتب تستكشف عالم الفضائح الجنسية التي تطال لاعبي كرة القدم، فإن "قضية الفيديو الجنسي" التي تورط فيها بنزيمة "أخطر من فضيحة زاهية"، والتي تفجرت في 2010 مع بروز اسمي لاعب ريال مدريد وزميله السابق في المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري.
بحسب وصف جيسيل: "بعد ما يسمى (فضيحة زاهية)، ها هو كريم بنزيمة يتورط في قضية ثانية قد لا يحمد عقباها... أقل ما يمكن قوله أن بنزيمة افتقد إلى أدنى حد من اليقظة والحذر. غير معقول أن لاعبا يتمتع بشهرة وسمعة عالمية كبيرة يتصرف كما يفعل نجم ريال مدريد. فهو ليس مجرد لاعب كرة قدم بل استثمار اقتصادي ضخم، والدليل أنه يتقاضى مليون يورو شهريا".
وأضاف جيسيل: "هذه القضية هي بلا شك حادث اقتصادي بالنسبة إليه ولناديه. أنا أتساءل كيف تكون ردة فعل النادي الملكي بعد فتح تحقيق قضائي رسمي بحق أحد أبرز نجومه؟".
يشار إلى زاهية هى بائعة هوى قاصر اتهمت بنزيمة وفرانك بلال ريبيري بإقامة علاقة جنسية معها، عندما كانت قاصر.
ويتساءل جيسيل قائلاً :"لقد خرج بنزيمة من "قضية زاهية" من دون أي أضرار معنوية أو مادية، فهل تتوقع أن تكون الأمور غير ذلك هذه المرة؟".
من جانبه، قال الدولى الفرنسي، كريم بنزيمة مدافعاً عن نفسه، أنه بريء من تهمة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماثيو فالبوينا، بشريط فيديو فيه مقاطع اباحية، من أجل المال.
وتحدث بنزيمة، بعد ابعاده عن المنتخب الوطني لاتهامات بالتورط في فضيحة ابتزاز فالبوينا، إلى وسائل الإعلام، مؤكدا أنه يريد اللعب بجانب فالبوينا وقيادة فرنسا للفوز بمسابقة كأس أوروبا التي ستستضيفها فرنسا العام 2016
وصرح بنزيما في مقابلة تلفزيونية بثت قناة (تي اف آي) الفرنسية، مقاطع منها: "عندما أسمع ما يقال بأني قمت بابتزازه وأني طلبت منه مالا فإن ذلك يدفعني إلى الجنون، لأن الوضع لا علاقة له بذلك. كما أن القول بأن أحد اصدقائي بحاجة إلى المال، أو شيئا من هذا القبيل، هو مجرد هراء، لأني والحمد لله أعيش في وضع مادي جيد منذ فترة طويلة، وأنا لست بحاجة إلى جني المال (بمثل هذه الطريقة)".
وأضاف: "أنا عندما أفعل شيئا لشخص لا أنتظر أي مقابل عن ذلك". وقال بنزيمة: "لم أفعل أي شيء، لست مذنبا، وأنا لا أتظاهر بالبراءة أمام عدسات الكاميرا، أنا لا أتظاهر، بل أتيت هنا للتحدث معكم بإخلاص، وآمل أن ينتهي هذا الوضع بشكل جيد لنا جميعا، سواء لماثيو أو لشخصي أو لصديقي. وأن نعود جميعا إلى المنتخب الفرنسي للفوز بكأس أوروبا".
يذكر، أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى اعتراف بنزيمة بتدخله فى قضية ابتزاز فالبوينا بطلب من صديق طفولة لجأ إليه المحتالون الثلاثة الذين كان الشريط الإباحى بحوزتهم.
كل هذا كان بداية فقط، إذا انضم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجانب الخاطئ، حيث صرح فى الأول من ديسمبر، الثلاثاء الماضى، أنه يجب ألا ينضم بنزيمة لتشكيلة المنتخب الفرنسي لكرة القدم.
وجرح فالس كبرياء بنزيمة بقوله: "لاعب مثل بنزيمة ليس أهلاً للثقة، وإذا لم يكن كذلك فليس له مكان في منتخب فرنسا، ارتداء قميص فرنسا أمر مهم جدا في هذه الأوقات".
كما أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قرر يوم الجمعة الماضي الانضمام كطرف ادعاء في قضية ابتزاز ماثيو فالبوينا من قبل كريم بنزيما.
وأوضح في بيان أنه يستطيع "حسب تطور الملف، اتخاذ كل الخطوات الملائمة لهذا الوضع"، ما قد يؤدي إلى عقوبات تأديبية محتملة.
وفى ختام تصريحه، قال جيسيل، أنه بالنسبة إلى ماتيو فالبوينا، وبنزيمة، فالكل خاسر فى هذه القضية، ويذكر، أن مدرب المنتخب، ديدييه ديشان، لم يستدع لا بنزيمة ولا فالبوينا لخوض المواجهتين الوديتين أمام ألمانيا وإنكلترا، في 13 و17 من الشهر الجاري. ولكن الخاسر الأكبر هو كرة القدم. للأسف، كثير من اللاعبين لا يكترثون بسلوكهم ولا ينتبهون إلى الأشخاص الذين يرتبطون بهم، في حين أنهم مستهدفون من قبل عصابات لا يهمها سوى المال".
لم يتوقف العداء تجاه بنزيمة عند هذا الحد، فقد استغلت النائبة بالبرلمان الاوروبي نادين مورانو، والتى تنتمي إلى التيار المحافظ، واقعة بسيطة ومعتادة فى ملاعب كرة القدم، وهى واقعة "بصق اللاعب عقب عزف النشيد الوطني الفرنسي" لتطالب باستبعاد اللاعب من المنتخب الفرنسي، وتصف ذلك الحادث – التافه- لتصف بنزيمة بأنه "أهان الأمة الفرنسية بأكملها".
هذا رغم تأكيد بنزيمة على أن واقعة بصقه على الآرض، قبيل انطلاق مباراة الكلاسيكو "لم تعنَ شيئاَ".
واعترف محامى بنزيمة، ألان ياكوبوفيتش في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن بصق اللاعب على الأرض في هذه اللحظة لم يكن أمرا مناسبا، لكنه أكد أن موكله يستنكر "التفسير المخجل الخاطئ" لهذاالفعل.
ليست هذه الواقعة إلا اصطياداً لحادثة على غير الواقع، من أجل تشويه صورة المسلمين فى فرنسا، والعرب على وجه الخصوص، حيث انه من المعلوم أن فرنسا يوجد به قرابة الـ 5,5 مليون مسلم.
إن تنامى ظاهرة الاسلاموفوبيا – الخوف من الإسلام- بصورة ضخمة فى أوروبا بعد حادث 13 نوفمبر فى فرنسا، وكان هذا الحادث بمثابة فتيل القنبلة الذى ما أن اشتعل حتى بدأ المتطرفين والمتعصبين فى استغلاله ضد الوجود المسلم والعربي على وجه الخصوص.