تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة
تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة - تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة - تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة - تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة - تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة
(منقول) : تغريدات تركي الجاسر
تغريدات عن الإعجاز والإنجاز والكرامة والبركة والتوفيق في أداء إخواننا في غزة.
حتى نعرف مدى الإنجاز بل الإعجاز في أداء إخواننا الغزاويين وعلى رأسهم حماس والقسام إليكم الحقائق التالية
أنت تتحدث عن قطاع مساحته 360 كم مربع، أقل من 1\2 مساحة البحرين و1\50 من مساحة الكويت لا يزيد طوله عن 41 كم وعرضه 9 كم يسكنه مليوني إنسان.
أهل غزة مضطرون للاكتفاء الذاتي ويعتمدون على الزراعة فتكون المساحة المخصصة للسكن محدودة والكثافة السكانية الحقيقية 55500 نسمة لكل كم2.
من معجزات هذا القطاع أن أرضه الصغيرة قادرة على إشباع سكانها رغم سبع سنوات من الحصار وأن المواليد يزدادون 50 ألف سنويا حسب آخر إحصاء في 2010.
في عام 2006 فازت حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لكنها منعت من السلطة وتعرضت لمؤامرة خسيسة فاضطرت للسيطرة على القطاع بالقوة سنة 2007
منذ ذلك الحين والقطاع يتعرض لحصار إسرائيلي مصري وقصف متكرر وحروب ومؤامرات متكررة لاختراق المجتمع الغزاوي وقلبه على حماس.
يساهم في هذه المؤامرات والحصار والقصف المتكرر ومحاولات الاختراق إسرائيل/أمريكا/مصر/السلطة الفلسطينية العميلة/عدد كبير من الدول العربية.
أنجح ما قامت به المقاومة هو تنظيف القطاع من العملاء والجواسيس والسيطرة على المسؤولية الأمنية وإقفال ثغراتها دون التأثير على أداء الفصائل.
من إبداع حماس تمكنها من السرية المطلقة في عمل الجناح العسكري (القسام) رغم أن القساميين ظاهرين للناس ويعملون في الأجهزة الأمنية والمدنية.
هذا الإجراء جعل القسام قلعةً من السرية لا يعرف من بخارجها مايدور فيها، مما مكنها من تطوير نشاطها وتنويعه والإبداع في الجانب التقني والبشري.
أبدعت المقاومة تحت الحصار فصنعت الصواريخ والطائرات بدون طيار وعمليات الكوماندوز من البر والبحر ووسائل اعتراض لاتصالات العدو واختراق قنواته.
من إبداع المقاومة استمرار تصنيع السلاح وتعويض الذخائر والعمل الاستخباري وانضباط القيادة والسيطرة وتماسك الأجهزة رغم قدرات العدو الاختراقية.
تمكنت المقاومة -رغم الحصار ومحدودية الموارد- من إدراة المخزون الاستراتيجي الغذائي والمائي فلا مجاعة ولا مقدمات مجاعة ولا شح في المياه.
من إبداع المقاومة استمرار الخدمات الطبية في أعلى مستويات الجاهزية وفق إمكاناتها المتاحة، ولولا استهداف الخدمات الأخرى في القصف لم تنقطع.
من إبداع المقاومة أدائها الإعلامي الرائع في إجبار الإعلام الصهيوني (قنوات وصحف) على متابعة بياناتها والتشكيك في بيانات الحكومة الإسرائيلية.
لكن أعظم إبداع هو قدرة حماس على إبقاء القطاع كتلة واحدة رغم المؤامرة العالمية الهائلة ومحاولة عملاء السلطة داخل القطاع تدمير هذا التماسك.
وتبقى أيقونة التحدي ورحى الصبر هو هذا الشعب الصامد، الذي لم يُظهر إلا المزيد من التحدي ومعاضدة القيادة السياسية والعسكرية رغم كل الدمار.
هذا الإبداع في شتى المجالات وبركة الأرض والشعب لا يمكن فهمه ولا تفسيره بقدرات بشرية قابلة للقياس ولا بد من تفسير آخر.
التفسير -والله أعلم- توفيق رباني ودعم إلهي وبركة في الأرض والأمة مما يمكن أن يعتبر معجزات أو كرامات نحسب أنهم يستحقونها بصدقهم مع الله.
هذا الإعجاز المبهر، هو ما يغضب الطواغيت الذين يتربصون بالمقاومة والقطاع، وتدمى أنوف أذنابهم من رؤية هؤلاء المستضعفين كيف ينتصرون.
ففي حين تعاني كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء من دمار سياسي واقتصادي واجتماعي وتخلف حضاري، تجد قطاع غزة يقف شامخا تحت الحصار.
قطاع غزة يرسل رسالة للعرب والمسلمين: إذا كان قطاع صغير محاصر متآمر عليه ينتصر فأنتم أمة ستسود العالم كما ساد أسلافهم لو أخذتم بنفس الأسباب.
كما حاصرت قريش وقاطعت الفئه المؤمنه في مكه وشعابها وطاردتهم اينما ذهبو للحبشه وغيرها وعذبوهم وقتلوهم وشردوهم، وبعدها اتى امر الله وانتصر الاسلام وانتشر، صدقوني انى ارى نفس السيناريو في غزه، الكل يتامر عليها والكل يريد تدميرها، لكنها بداية الفرج ان شالله، هنيئا لشعبنا بهذه المقاومه
في حرب غزة..هوى الصنم وهوى معه سدنته وأتباعه..هوت الأسطورة الزائفة..هوت إسرائيل وقبتها الحديدية وجيشها الذي قال لنا إعلامنا وجامعتنا العربية على مدى عقود..هذا جيش لا يهزم..نحن نشجب وندين ونستنكر فعله فقط..أكثر من هذا لا نستطيع ولا نجرؤ..في غزة..قالوا لنا..لا وألف لا..لقد بلغت الروح الحلقوم..لابد أن نواجه عدونا وعدوكم ونهزمه ونهزم حلفاءه ومريديه والخائفين منه..فهزموهم بإذن الله وهدموا هيبتهم وكسروا جيشهم وهدموا معهم الذين كانوا يسارعون في ودهم وموالاتهم ويتذرعون بقولهم [نخشى أن تصيبنا دائرة]..ويقولون عن حماس وقسامها جيش من ورق ويقولون أيضا [لو أطاعونا ماقتلوا]..هزم الحماسيون الحصار والمؤامرة وحلف الفجار وخيانة ذوي القربى..عرف الناس شرقا وغربا أن التنك والكرتون والورق هي إسرائيل وحلفاؤها الظلمة الفجرة..
أما حماس وقسامها فقد كانوا براكين وحمما ورجوما وسجيلا على الصهاينة وأذنابهم..خاضوا غمار غزوة غزة الكبرى بكل قوة وشجاعة وثبات فجعلوها فرقانا عظيما بين مرحلة ومرحلة..
فازدادوا سموا ورفعة وشموخا..طوال شهر كامل وهم ينافحون عن شرف أمة..بل كانوا ينفخون في مليار ونصف المليار روح العزة والأنفة والتفاؤل والإيمان..تبرأوا من حولهم وطولهم واعتمادهم علينا بعد أن جربونا طويلا واعتمدوا على الله وأمام أعينهم وعد الله..[وكان حقا علينا نصر المؤمنين]
فحقق الله لهم ما أرادوا وأوفى لهم بماوعدهم..فانتصرت حماس وغزة والأمة على الوهم والعجز والخيانة والتوكل على البشر..ولاح طيف الأقصى وهو يدنو أكثر فأكثر..
غزة انتصرت.. والمقاومة انتصرت.. واسرائيل خرجت من هذه الحرب مهزومة مدمرة معنويا.. مكروها عالميا.. ومعها كل العرب الذين تواطأوا معها.. وصمتوا على عدوانها.. وباعوا ضميرهم واشقاؤهم .. وحالهم حال ابو رغال.. او يهوذا الاسخريوتي الذي تآمر على سيدنا المسيح.. ولكن هم الذين دفعوا دنانير الذهب والفضة للمحتل المعتدي.
نتنياهو قبل الهدنة ليس رأفة بأطفال غزة – الذين تفنن في سفك دمائهم، ومطاردتهم حتى في مدارسهم، ومستشفياتهم المعدمة التي كانوا يرقدون على اسرتها- وانما لانه جبان ، لم يجد مقاتلين يقاتلهم، ولا قواعد صواريخ ليضر بها ولا بنوك اهداف ليجهز عليها.
***
الجيش الاسرائيلي رابع اقوى الجيوش في العالم لم يستطع ان يتقدم مترا واحدا في غزة او خانيونس او رفح او دير البلح او بيت حانون، “الميركافا” الدبابة الاسرائيلية التي تعتبر فخر الصناعة الاسرائيلية “روكيت” او “عرقبت” وفق تعابير اهل القطاع الابطال الصامدين، اي انها جبنت عن دخول المدن خوفا ورعبا لانها لا تعرف، ولن تعرف، من اي فوهة او حجر سيخرج لها ابطال المقاومة الصناديد الرجال في زمن عز فيه الرجال، وكثر فيه ارباعهم، ونحن نتحدث هنا عن قادة الجيوش العربية وجنرالاتها الذين يفتخرون بانهم تخرجوا من ارقى الاكاديميات العسكرية الغربية مثل “ويست بوينت” الامريكية و”ساند هيرست” البريطانية حيث علموهم الرعب والخوف، وزرعوا في نفوسهم مقولة ان اسرائيل لن تهزم.
ابطال غزة تعلموا في اكاديميات الكرامة وعزة النفس والشجاعة والايمان بالله وحتمية النصر والثقة بالقدرات الذاتية، والفوز بالشهادة، والتطلع الى الانتقال من دار الفناء الى دار البقاء، عبر اقصر الطرق الى الشهادة، والقتال حتى نيلها، ولهذا سادوا وارتقوا الى اعلى درجات الشرف، وهبط الآخرون الى ادنى درجات الذل والهوان.
نتنياهو انهزم لانه لم يواجه جيوش عربية جرارة وقادة متكرشون متحمسون يعلقون نياشين وهمية علقها على صدروهم زعماء متخاذلون.. ونتنياهو انهزم لانه حارب احفاد احفاد القسام، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين وابوعبيدة الجراح، وطارق بن زياد، وكل رموز العروبة والاسلام الذين دخلوا التاريخ من اوسع ابواب الشجاعة والمروءة والايمان بالنصر حتى نالوه، او استشهدوا من اجله، وكانوا هم الفائزون في الحالين.
اربعة اسابيع من الصمود لم يصرخ اهل غزة، ولم يتسولوا وقفا لاطلاق النار مثلما يريد بعض العرب الذين كانوا ينتظرون بلهفة رايات استسلامهم، رافعين رؤوسهم، ولا يستعينوا الا بالله وليهم وناصرهم، وتجاهلوا، او احتقروا كل الجيوش وجنرالاتها ومئات المليارات التي جرى انفاقها على تسلحيها.
الانفاق بقيت.. والصواريخ ما زالت باقية شامخة، والمقاتلون الاشداء ما زالوا ايضا صامدون مثل الرماح انتظارا لمعركة قادمة، وهي قادمة حتما، والمسألة مسألة وقت، وتوقيت، فالخراب في الحجر اما النفوس فما زالت عامرة بالايمان والثقة بالنصر، والتطلع للشهادة.
المستوطنون الاسرائيليون يعيشون حالة الرعب التي لم يعيشوها على مدى ستين عاما واكثر، ومن ممن، ومن اين، من قطاع غزة الصغير في حجمه الكبير برجاله وابطاله، فاطفاله يولدون جبابرة، ونسائه الولادات يرضعنهم حليب البطولة والشهامة، والشجاعة وهي كلمات انقرضت من قاموس الكثير من الزعماء العرب وقادة جيوشهم.
نكتب بعاطفة.. نعم.. لانه لا يوجد وقت لصف الكلام، ويجب ان نرتقي لمستوى الحدث، ونقولها للمرة الالف.. نكتب بفخر باشقائنا وشقيقاتنا وابنائنا واحفادنا الذين سطروا حروف وخطوط هذه الملحمة الجهادية النضالية.
***
في غزة.. نكتب لنقبل رؤوسهم.. وفرش الماء الرطب على اضرحة شهدائهم.. ونتلمس جراح من تأجلت شهادته الى معركة قادمة.
اسرائيل لم تحتل، ولن تحتل قطاع غزة، وحربهم البرية كانت اكذوبة، وطائراتهم الامريكية الصنع لم تقتل الا الاطفال فقط، ولم تدمر قاعدة صاروخية واحدة، فالجيش الذي يصف نفسه ويصفه حلفاؤه، وداعميه في الغرب، بانه يطبق اعلى المعايير في الدقة والاخلاقيات لم يقتل الا الاطفال وبيت العجزة والمدارس والمستشفيات، اما “الارهابيون” من رجال المقاومة الصناديد فلم يقتلوا غير الجنود ولم يدمروا غير “الميركافا”، وهنا الفارق الواسع في القيم العليا والاخلاقيات، والهذا ينتصر هؤلاء وينهزم المعتدون.
نسأل وبكل جدية اين قائمة التصفيات التي وضعها نتنياهو لقادة المقاومة، واجنحتها العسكرية؟ ها هم احياء صامدون، محمد الضيف، مهندس هذا الصمود العسكري، واسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وخليل الحية، وكل قادة الاذرعة العسكرية “سرايا الجهاد” و”لجان الناصر صلاح الدين” و”المقاومة الشعبية” وابو علي مصطفى” و”كتائب ابو الريش” و”جهاد جبريل” و”جيش الاسلام” والقائمة تطول، فهؤلاء المجهولون وغيرهم من صنعوا هذا النصر انهم يخططون ويدرسون ويبنون ويطورون استعدادا للمعركة القادمة، حيث سيكون الاداء اعظم والمعجزة اكبر.
شكرا لاهلنا في قطاع غزة، نقولها من القلب.. وشكرا لابطال المقاومة الذين رفعوا رؤوسنا عاليا.. وشكرا لامهات الشهداء والجرحى وآبائهم.. والعار كل العار لمن تواطئوا مع العدوان وما زالوا.. والعار كل العار لكل الجنرالات المتكرشين وزعمائهم.. والمجد كل المجد لهذه الامة وهذه العقيدة.
المسافة الزمنية بين حصار الملأ المستكبرين من قريش للمؤمنين بمكة ، وبين حصار الصهاينة المعتدين لأهل الإسلام المرابطين في غزة مسافة بعيدة ، والبعدُ الجغرافي بين شِعب أبي طالب وبين أرض غزة كبيرٌ أيضاً ..
ولكن ورغم هذا وذاك فثمة فروق واتفاقات بين الحصارين ..
فحصار الشعب ِ تضيق مساحته الجغرافية حتى لا يتجاوز بضع مئات الأمتار .. وحصار غزة يتسع ليشمل قطاعاً تزيد حدوده عن ثلاثمائة كيلوا من الأمتار .. وفي هذا توسيع لنطاق الحصار المعاصر عن نطاق الحصار الآفل .
والمحصورون في شعب أبي طالب إن لم يتجاوزوا المائة أو المئين ، فهم في قطاع غزة يتجاوزون المليون ونصفِ المليون من المحاصرين .
ورغم صنوف الحصار الاقتصادي ، والاجتماعي والنفس في حصار قريش لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ، ومن دخل معهم - فحصارُ صهاينة اليوم يتجاوز هذه الأطر ليضيف حصاراً عسكرياً ، يمطر الأرض بوابل القاذفات ، ويُسقط بالقنابل والمتفجرات صبيةً ونساء ، لا حول ولا قوة لهم إلا بالله ، وما نقموا منهم إلا أن يقولوا ربنا الله ؟
حصار ( الشِّعِب ) دوَنه التاريخ ، وروته كتب (السيرة) بمداد أسود ، وسطرَّت أسماءَ المخططين والمنفذين له على أنهم ( أكابر مجرميها ) وشبهتهم (كمن هو في الظلمات ليس بخارج منهم) ، وكذلك التاريخ يشهد اليوم على أكابر المجرمين وإخوان القردة والخنازير .
حصار الشعب ورغم إحكامه ، وتعليق وثيقته (المقدسة) في نظر المجرمين - في جوف الكعبة ، فقد اخترقته (الشهامة) العربية ، ونُقضت صحيفته (الآثمة) (بحمية) جاهلية ؟
فهل من شهامة معاصرة ؟ .. وأين ومتى تكون الحميةُ الإسلامية ؟!
وهل يكون نفرٌ من قريش أقدر على المبادرة من أمة تتجاوز المليار ؟
وصدق الشاعر حين قال :
لو بعثنا واحداً من كل ألفٍ .. لمشى إلى القدس جيشٌ عرمرم
ثمة اتفاق يوحد بين مللِ الكفر - في الماضي والحاضر والمستقبل - هو محاربة الإسلام ومحاصرة المؤمنين ، وعدم الرضا إلا بمللهم المنحرفه {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} {حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} .
وثمة اتفاق بين مواقف للمؤمنين سابقاً ولاحقاً في الثبات على الحق والصبر على اللأوى واستشراف المستقبل ، وحيث انتصر المؤمنون الأولون وكانت لهم العُقبى ، فالنصرُ قادم لمن تأسى بهم ، ووعدُ الله حق {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} .
الفئة المؤمنة المُحاصَرة في زمن النبوة لم يكن في الأرض غيرها تدين بالدين الصحيح (الإسلام) وهذا يعاظم الحصار ويزيد من شدته على المحاصرين .. ولكنه اليوم وفي زمن (الغثائية) ورغم انسياح الإسلام في الأرض .. يشكل الرقمُ الكبيرُ للمسلمين مآساةً وشدةً أكبر على المحاصرين في غزة حين يلف الصمتُ ، ويخيّم الذل ، ويسود الهوان قِطاعاً عريضاً من المسلمين .. وتُقطع أنياط القلب كلمات الصبية والنساء - أين اخواننا المسلمون عن نصرتنا ؟
الفئة المحاصرة الأولى في شعب أبي طالب تمثل رمزاً بل نموذجاً وحيداً للإسلام بوعيها وثباتها على الحق ورفضها (سبيل المجرمين) .
والمحاصرون اليوم في غزة يمثلون (الرمزية) للثبات على المبدأ ، والوعي بمخططات العدو ، وتفويت الفرص على مشاريع (الاستسلام) ، والتصدي لمشاريع (التهويد) في القدس ، بل يقومون نيابةً عن الأمة الغافلة بمقاومة المحتل وتعويق (مشاريعه) الصهيونية في المنطقة .. كذلك نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً . ولهذه المعاني والاعتبارات حوصروا .. ولهذه المواقف الواعية والمتصلبة حوربوا.. ويُراد لهم أن يركعوا كما سجد غيرُهم؟!
ومن هنا فإن نصرة هؤلاء والوقوف إلى جانبهم في محنتهم اليوم ، هو نصرة لقضيتنا الكبرى (قضية فلسطين) وهو (مدافعة) لخطط المستعمرين .. قبل أن يكون نصرةً للفلسطينيين ، أو مدافعة عن عرين الأسود في غزة المحتلّة ؟
وحين تُطلق الصيحاتُ لكل فردٍ مسلم بنصرة هؤلاء المحاصرين بما يستطيع تُطلق صيحة قبلها وآكد منها .. باجتماع البيت الفلسطيني وحمايته من الاختراق الداخلي والتأكيد على الشرفاء الفلسطينيين ؛ بإدراك خطورة الوضع ، وشدِّ الأيدي ، وتقوى الله ، وتقديم مصالح الأمة ، وحمل همومها .. على المصالح الذاتية والمطامع الشخصية ، وفي توجيه القرآن عبرة {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ - وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} .
وبعيداً عن المبالغة يمثل حصار غزة المفروض اليوم على الفلسطينيين جريمة بكل المقاييس ويُصنف الضعف المصاحب لهذا الحصار ، والصمت المؤلم على المستوى الإقليمي والدولي على أنه كارثة فوق الكارثة .. فالجرح النازف ، والضعف السياسي، والافتراق الداخلي كل ذلك مدعاة للحسرة والألم . المشاهد الناطقة داخل القطاع تصوّر المشهد مجموعة من النساء والرجال ، والشيوخ والشباب ، والمرضى والمعوزين .. ظلام دامس ، وشح في المواد الغذائية ، ونقص بل انعدام للدواء ، جُثث تُحمل ، وأخرى تتهاوى ، وربما عزّ الكفن ، وأغلقت المقابر وهل بعد أن يستصرخ الناس .. انقذونا ولو بتكفين موتانا .. أو بحفر القبور لشهدائنا ؟
مليون ونصف المليون معظمهم من الأطفال والنساء يموتون حتفهم ، ويقتلون صبراً أي وضعٍ هذا ؟ هل الأموات هناك فقط .. أم من يصمت حيال هؤلاء .. هم الموتى ؟
حين يتدنى سقفُ المطالب ليصل إلى أكفانِ الموتى أو توفير الأسمنت للمقابر فتلك مؤشرات على قرب انفجار لا يعلم نهايته إلا الله !
وحين تستصرخ الفتياتُ الفلسطينيات بكل (جدية) وتقول لا بأس أن تشاهدوا جنائزنا .. لكن استروا عوراتنا .. واخلفونا في أهلينا بخير .. فتلك التي تعقد الألسنة وتتفطر لها الأكباد ؟!
وحين تستصرخ فتيات أخر وتقول : بعد غدٍ لا خبز عندنا ونحن أحسنُ من غيرنا ، غيرُنا اليوم وغداً لا خبز عندهم ، بل ولا ماء ولا دواء .. فتلك البلايا التي يتحطم لهولها الصخر !!
وحين تُبلل دموع الشيوخ الثرى وهم يستصرخون إخوانهم في مد يد العون لهم ويتحسرون على مستقبل أبنائهم وبناتهم .. فتلك كارثة ربما لم يشهد التاريخ مثلها؟
إنه قطار الموت يسير في قافلة تحمل إخواننا الفلسطينيين نعلم محطتها الأول ، ولا ندري أين يتوقف القطار ومتى يتوقف ؟
إنه الحصار الظالم ، ومنطقة الكوارث من الدرجة الأولى في غزة الصامدة .
إخوة الإسلام .. يمكن أن نقول كلَّ شيء عن حصار (غزة) لكن ماذا يمكن أن نُقدم على صعيد الواقع لهؤلاء المحصورين ؟ هذا هو التحدي .. وهذا هو الذي يقلق العدوَّ الغاشم ؟
إننا نستطيع أن نعمل ونتحرك باتجاهات متعددة ، على الصعيد الرسمي ، والشعبي ، وعلى صعيد الإغاثة ، والإعلام ، وعلى أصعدة إصلاح الجبهاتِ وسدِّ الثغور ، وبناء المستقبل ، ومدّ الجسور نستطيع أن نصنع من المحن منحاً ، ومن الآلام آمالاً ، ومن الظلمات نوراً ، ومن الموت حياة ، ومن الخوف أمناً .
إن هذه المآسي توقظ الهمم ، وتستدعي رصيدَ الأخوة ، فكم من غارق في همومه الشخصية فجاءت هذه الكوارث لتوقظ فيه حمية الدين وتشعره بالولاء للمؤمنين .. وهذا مكسب وكم من مخدوع بأبجديات الغرب ومكوناته الثقافية وقيمه الحضارية من دعاوى (الحرية والديمقراطية ، ومحكمات العدل ، ومجلس الأمن .. وسواها) فجاءت هذه المآسي لتمحوها من الذاكرة ، وتثبت (إرهابَ ، وظلمَ ، وجور ، ولا إنسانية ..) هؤلاء القوم.. ولتقود قيمَ حضارتِهم (المزعومة) إلى (مزبلة) التاريخ وإلى غير رجعة ؟ وهذا مكسب آخر .. وكم تهيئ هذه المصائبُ والمحنُ من فرصٍ لوحدة الصفِ المسلم ، واجتماعِ الكلمة ، وتجاوزِ الخلافات والاتهامات ، لا سيما والأشقاءُ يصبحون ويمسون على عدوٍ مشترك لا يُفرق بين راية (فتحية) - (حماسية) أو غيرها .. وإن فاضل بينها حيناً ولهدف تمزيق الصف فهو يتقصدها جميعاً ، ويهدف إلى إسقاطها كلها في النهاية .. لكنها المرحلية في التنفيذ وتقطيع الأجزاء ، وتحييد الأطراف ، حتى إذا انتهى من القلب عاد إلى الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة يواصل تدميره ويكمل مخططه ؟! وهذا الوعي مكسب ثالث .
إن الساسة بمقدورهم أن يتنادوا وأن يصنعوا شيئاً لهذا الحصار ، فهو يُهدد مستقبلهم ويُعكر عليهم أمنهم ، ويُضعف هيبتهم ، وإذا أعطوا بيدٍ شيئاً من المكاسبِ للآخرين فلا بد أن يأخذوا ثمنَه أو يزيد باليدِ الأخرى .. وإذا كان للغربُ مصالح عندهم ، فينبغي أن يُلوِّحوا بهذه المصالح حين يُهدد إخوانُهم وجيرانُهم بالموتِ البطيء؟
إن الأمة المسلمة بقادتها ، وبهيآتها ، ومنظماتها قادرةً على صُنع شيء بل أشياء إزاء هذا الحصارِ الظالم وأمثالهِ .. ولا حاجة لاستدعاء منظماتِ الغرب والطوافِ بها لحلِ المشكلةِ وفكِ الحصار .. ومن يأمن الذئب على غنمه ، ومن يتحاكم إلى قاض هو الخصمُ والحكم ؟
وإن الإعلامَ الناطق باسم الأمة والمعبَر عن قضاياها يستطيع أن يصنع الرأي العام ، ويحرك المشاعر ، ويضبط المسار – وإن شذ إعلام مأجور ، أو تناس إعلاميون لا تعنيهم قضايا الأمة ولا يستشعرون مستقبلَ مقدساتها .. فأولئك أرقام هامشية في إعلام الأمة .. وأولئك نسو الله ومن نسي الله نسيه الله .
إن إعلاماً يرقص ويغني والأمة تنزف جرحاً .. إعلام هابط ، وأن إعلاميين يُبجلون منظماتِ الغرب ويدعون إلى تأسيس القيم الغربية في بلاد المسلمين .. هم من الغفلة والتظليل ما يدعو للشفقة والأسى في آنٍ واحد . وإن تياراتٍ تنابذ الإسلام وأهله وتصفهم بالإرهاب والتطرف في كل مناسبة وفي معظم المناشط والفعاليات الراشدة .. فأولئك مرضى وعسى الله أن يشفيهم .
يا قادةَّ الفكرِ ورجالاتِ الدعوة وهذه المآسي تفتح لكم فرصاً للكتابة عن صمود الأبطال ، وعن أثرِ الإيمان في مقاومة العدوان – وأثرِ اليقين في تسلية النفوس وإحياءِ الأمل في مخاضات الألم .. وإلا فأي شيء غير هذا يملِكه المحاصرون الصامدون في فلسطين عموماً .. وغزة على وجه الخصوص ؟! .. والحصارُ بلغ شهره السابع ، والعدوُّ يزيد الجرعةَ كلما تقادم الزمن .. والمحاصَرون يتلقون الدباباتِ بصدورهم ، ويدفعون أبناءهم .. بل ومستقبلَهم ثمناً للثباتِ على المبدأ الحق ورفض العدوانِ والاستسلام ولسانُ حالهِم.. يقول : اللهم خذ من أبنائنا وبناتنا ، وشيخونا ونساءنا ، وصحَتنا .. وأمَننا حتى ترضى .. فإن بقينا عِشنا إعزاءَ بالإسلام ..وإن متنا فاقبلنا شهداءَ .. نَشهدك ونشهد أمتَنا على أنه لا ذنب لنا إلا العزةُ بالإسلام ، ورفض الاحتلال والطغيان ؟ أليس في هذه المعاني حياة حتى وإن كتب لأصحابها الموت ؟
إن أمةَ تحيا بموتِ آخرين منها .. أمة تأبى الذوبان .. وهي عصيَّةٌ على العدوّ مهما بلغ ، وهي الجديرة بالتمكين والاستخلاف وإن طال أو قصر الزمن ، ولله العزةُ ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون . يا أصحاب الغِنى ويا رجالات المالِ أنفقوا ينفق الله عليكم ، وأعطوا من مالِ اللهِ الذي آتاكم وحين تَصدِقون وتتجاوزن الشحَّ والأثره فستجدون مخارجَ وطرقاً لغوثكم وإعانتكم وإِياكم في معركة الإسلام والكفرِ أن يُؤتى الإسلامَ من قبلكم ، وقدواتكُم أنْفَقَوا نصفَ أموالهم بل منهم من جاد بماله كله .. ومنهم من ظل ينفق وينفق حتى قيل لهم : ما ضرهم ما فعلوا بعد اليوم !! إن من المؤسف أن نظراءكم من أثرياء الكفرِ والضلال لا يكتفون بالدعم لمحاربة الإسلام وأهله بشكلِ مقطوع ، بل يوقفون الأوقاف ، ويتبرعون بالدعمِ الكامل للمؤسسات التنصيرية والمتصهينة في حياتهم وبعد مماتهم .. وأنتم ترجون من اللهِ ما لا يرجوهم ، وهم ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون وإلى جهنم يحشرون . أنتم تُصلحون وتُغيثون .. وفي سبيل الله تُنفقون .. نفقتكم مخلوفة ، وأجرَكم على الله ، وصدقاتكم ظِلٌ لكم يوم لا ظل إلا ظِلُّ الرحمن .. وهم يفسدون ولا يصلحون ويهلكون الحرثَ والنسل ، ويدمرون البلاد والعباد ، ويشعلون الحرائق ، ويكتمون أنفاسَ المرضى ويقطعون السبيل .. فأي الفريقين أحقُّ بالأمن وأيُّ الفريقين أولى بالمبادرة والدعم ؟ !
إلى الأمة كلها برجالها ونسائها وشيوخها وشبانها وقادتها وشعوبها ، وعلمائها وعوامهم نداءٌ يقول : تصوروا أنكم في موقع الحصار ، وإخوانكم من حولكم يتفرجون .. فلا تدرون أتغالبون الموت .. أم تغالبون تهميش وغفلة الآخرين ؟ مدُّو يدَّ العون ، أغيثوا ، انصروا ، فكروا وقدروا ، وبما يستطيعه كلُّ واحدٍ منكم لا تبخلوا ، وإياكم أن تكونوا في عداد الموتى وإن كنتم بعدُ أحياء .. فالميتُ ميتُ الأحياء ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ؟ .
اللهم أنجِ المسلمين المستضعفين في فلسطين وفي العراق وفي كل مكان ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم عليك بالظالمين وأنزل عليهم رجزك وغضبك يا رب العالمين
#انتصرت_غزة
لأنها أيقنت أن العرب لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون لها نصرا ولا عونا..فشمرت عن ساعدها وصنعت مجدها وحققت نصرها بنفسها..
#انتصرت_غزة على الخوف والعجز والتعلق بالغير..انتصرت على الحصار والمؤامرات والخيانات والهمز واللمز والسخرية..انتصرت غزة لأنها توجهت لله فقط..
#انتصرت_غزة
إي والله انتصرت ورفرفت عليها بيارق العز والشرف..لله دركم يا أبطال غزة..
ليت ياسين بينكم يرى ثمرته المباركة أينعت بطولة واستشهادا ونصرا..